في أجواء كروية مشحونة بالطموح والتحدي، يستهل منتخب تونس الأول لكرة القدم مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 بمواجهة قوية أمام منتخب أوغندا، في لقاء يحمل أهمية خاصة لـ«نسور قرطاج» الساعين إلى كسر عقدة البداية واستعادة الهيبة القارية. وتقام المباراة مساء اليوم في تمام العاشرة على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط، ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثالثة.
مجموعة صعبة وطموحات كبيرة
تضم المجموعة الثالثة منتخبات تونس وأوغندا ونيجيريا وتنزانيا، وهي مجموعة لا تخلو من الصعوبات، خاصة مع وجود منتخب نيجيريا صاحب التاريخ الكبير في البطولة. ومع ذلك، يدخل المنتخب التونسي البطولة وهو يضع نصب عينيه تحقيق انطلاقة قوية تعزز حظوظه في التأهل وتمنحه دفعة معنوية مبكرة في طريق المنافسة.
لعنة البدايات تطارد نسور قرطاج
يعاني المنتخب التونسي من عقدة واضحة في المباريات الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأفريقية، إذ لم يحقق الفوز في أول مباراة له منذ نسخة 2013، عندما تغلب على الجزائر. ومنذ ذلك التاريخ، خاض نسور قرطاج خمس مباريات افتتاحية، اكتفوا خلالها بتعادلين مقابل ثلاث هزائم، ما جعل «لعنة البدايات» عنوانًا متكررًا في مشاركاتهم الأخيرة.
أرقام ترجّح كفة تونس
على الجانب الآخر، تمنح لغة الأرقام جماهير تونس قدرًا من التفاؤل قبل مواجهة أوغندا، إذ سبق للمنتخبين أن التقيا في ست مناسبات سابقة، حقق خلالها المنتخب التونسي الفوز في جميع المباريات، مسجلًا 16 هدفًا، مقابل استقبال هدف واحد فقط. هذا التفوق التاريخي يمنح نسور قرطاج أفضلية معنوية واضحة قبل صافرة البداية.
سامي الطرابلسي… خبرة الماضي ورهان الحاضر
يقود المنتخب التونسي في هذه النسخة المدرب سامي الطرابلسي، الذي يمتلك خبرة واسعة في كأس الأمم الأفريقية، سواء كلاعب أو كمدرب. فقد شارك كلاعب في أربع نسخ أعوام 1994 و1996 و1998 و2000، ونجح في بلوغ نهائي نسخة 1996، ما يجعله على دراية تامة بخصوصيات البطولة وضغوطها.
وعلى الصعيد التدريبي، سبق للطرابلسي قيادة المنتخب التونسي في نسختي 2012 و2013، حيث وصل إلى ربع النهائي في الأولى، بينما ودّع البطولة من الدور الأول في الثانية. واليوم يعود لقيادة نسور قرطاج بطموحات أكبر ورغبة واضحة في كتابة صفحة جديدة أكثر إشراقًا.
بداية قد تصنع الفارق
يدرك المنتخب التونسي أن مواجهة أوغندا تمثل أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ فهي اختبار نفسي وفني، وبداية قد ترسم ملامح المشوار بأكمله. فالفوز اليوم لا يعني فقط تصدرًا مبكرًا للمجموعة، بل قد يكون الخطوة الأولى للتخلص من عقدة لازمت الفريق لسنوات، وإعلان نوايا حقيقية للمنافسة على اللقب القاري.
ومع انطلاق صافرة الحكم الليلة في الرباط، تتجه أنظار الجماهير التونسية والعربية إلى نسور قرطاج، آملين أن تكون هذه البداية مختلفة، وتحمل معها بشائر عودة تونس إلى مكانتها الطبيعية بين كبار القارة السمراء.
Extra90Live

تعليقات
إرسال تعليق